احتياطا على نفسه لكيلا يبقى خارج الغار فيستخبر فيخبر بخبره (صلى الله عليه وآله وسلم) خوفة من المشركين وكما يروى (١).
__________________
ـ ظفر به وتأذى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخوف منه لما تبعه وعثر بحجر فلق قدمه ، قال الطبري في تاريخه : فخرج أبو بكر مسرعا ولحق نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الطريق فسمع جرس أبي بكر في ظلمة الليل فحسبه من المشركين فأسرع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمشي فقطع قبال نعله فغلق إبهامه حجر وكثر دمها فأسرع المشي فخاف أبو بكر أن يشق على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أتاه فانطلقا ورجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تسيل دما حتى انتهى إلى الغار مع الصبح فدخلاه وأصبح الذين كانوا يرصدون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخلوا الدار ..
وفي الدر المنثور ٣ : ٢٤٠ ـ أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الليل لحق بغار ثور ، قال : وتبعه أبو بكر فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسه خلقه خاف أن يكون الطلب فلما رأى ذلك أبو بكر تنحنح فلما سمع ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عرفه فقام له حتى تبعه فأتيا الغار فأصبحت قريش في طلبه.
وفي تفسير البرهان ٣ : ١٢٧ ـ ابن طاوس في طرائفه قال : ومن طريق العامة ما ذكره أبو هاشم بن الصباغ في كتاب النور والبرهان يرفعه إلى محمد بن إسحاق قال قال حنان : قدمت مكة معقرا وأناس من قريش يقدمون أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال ما هذا لفظه : فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا فنام على فراشه وخشي من أبي بكر أن يدلهم عليه فأخذه معه إلى الغار ،
(١) في تفسير الفخر الرازي ١٦ : ٦٤ : انه تعالى سماه «ثانِيَ اثْنَيْنِ» فجعله ثاني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حال كونهما في الغار والعلماء أثبتوا أنه كان ثاني محمد في أكثر المناصب الدينية ـ ثم أطال بقوله : ـ فإنه أرسل إلى الخلق وعرض الإسلام على أبي بكر آمن أبو بكر .. فهو ثاني اثنين في الدعوة إلى الله ، وأيضا كلما وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة كان أبو بكر يقف في حذمته ولا يفارقه فكان ثاني اثنين في مجلسه ، ولما مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قام مقامه في إمامة الناس في الصلاة فكان ثاني اثنين ، ولما توفي دفن بجنبه فكان ثاني اثنين هناك أيضا ، أقول وقد غفل الرازي الراضي عن اجتهاده الاضطهاد عن أن ثاني اثنين هو الرسول دون صاحبه فأين المقام الثاني لصاحبه اللهم إلا له (صلى الله عليه وآله وسلم) وهل يرضى الأولية ـ إذا ـ لصاحبه وهو ثانية؟! ثم «إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ» من هو القائل لصاحبه إلا ثاني ـ