الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من الله ، ولكن الإمام بات على
__________________
ـ قريش يكبسونني في هذه الليلة ويقصدون فراشي فما أنت صانع يا علي؟ قال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اضطجع في فراشك واخرج واستصحب الله حيث تأمن على نفسك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : فديتك يا أبا الحسن أخرج لي ناقتي العضباء حتى أركبها وأخرج إلى الله هاربا من مشركي قريش وافعل بنفسك ما تشاء والله خليفتي عليك فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وركب الناقة وتلقاه جبرئيل فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرني الله ربي أن أكون صاحبك في مضربك وفي الغار الذي تدخله ان ان تنيخ ناقتك إلى باب أبي أيوب الأنصاري فسار (صلى الله عليه وآله وسلم) فتلقاه أبو بكر فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحبك؟ ويحك يا أبا بكر ما أريد أن يشعر بي أحد ، قال : فأخشى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تستحلفني المشركون على لقائي إياك ولا أجد بدا من صدقهم ، فقال له : ويحك يا أبا بكر أو كنت فاعلا ذلك؟ فقال : أي والله لئلا أقتل أو أحلف فأحنث ، فقال : ويحك يا أبا بكر فما صحبتي ليلتي بنافعتك ، فقال له أبو بكر : ولكنك تستغشني أن أنذر به المشركين ، فقال له : سر إذا شئت فتلقاه الغار فنزل عن ناقته العضباء وأبركها بباب الغار ودخل ومعه جبرئيل وأبو بكر وقامت خديجة في جانب الدار باكية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين وانضجاعه على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليفد به بنفسه ووافى المشركون الدار ليلا فتسوروا عليه ودخلوا قصدا إلى فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدوا أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلم) مضطجعا فيه فضربوا بأيديهم إليه وقالوا : يا ابن أبي كبشة لم ينفعك سحرك ولا كهانتك ولا خدمة الجان لك ، اليوم نسقي أسلحتنا من دمك ، فنفض أمير المؤمنين (عليه السلام) أيديهم عنه فكأنهم لم يصلوا إليه وجلس في الفراش وقال ما بالكم يا مشركي قريش أنا علي بن أبي طالب ، قالوا له : واين محمد يا علي؟ قال : حيث يشاء الله ، قالوا : ومن ففي الدار؟ قال : خديجة ، قالوا : الجبية الكريمة لو لا تبعلها بمحمد يا علي وحق اللات والعزى ولو لا حرمة أبيك أبي طالب وعظم محله في قريش لا علمنا أسيافنا فيك ، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) يا مشركي قريش أعجبتكم كثرتكم وفالق الحب وبارئ النسمة ما يكون إلا ما يريد الله ولو شئت أن أفني جمعكم كنتم أهون على من فراش السراج ، فلا شيء أضعف منه ، فتضاحك القوم المشركون وقال بعضهم لبعض : خلوا عليا لحرمة أبيه واقصدوا الطلب لمحمد رسول الله في الغار وجبرئيل وأبو بكر معه فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي وخديجة ...