خروجه من السجن بهذه الذكرى الصالحة فهي وسيلة إلى الله خلاصا له من السجن وكما قال الله (.. وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ..)(١٠٠).
أفيحق بعد ذلك كله أن يتهم بإنساء الشيطان له ذكر ربه! ام يندّد به لماذا توسل بما توسل لبراءته؟ إن هذا إلّا افك قديم وشيطنة مدروسة وهرطقة مدسوسة ضد ساحة الرسالة القدسية وان تظافرت به الروايات (١) فانها مضروبة عرض الحائط لمخالفتها كتاب الله!
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٠ اخرج بعدة طرق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : رحم الله يوسف لو لم يقل اذكرني عند ربك ما لبث في السجن طول ما لبث او : لو لا ان يوسف استشفع على ربه ما لبث في السجن طول ما لبث ولكن إنما عوقب باستشفاعه على ربه ، او لو لم يقل يوسف الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله تعالى.
وفي نور الثقلين ٢ : ٤٢٧ عن المجمع وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : عجبت من اخي يوسف كيف استغاث بالمخلوق دون الخالق ، وعن تفسير العياشي عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال الله ليوسف : الست حببتك الى أبيك وفضلتك على الناس بالحسن ، او لست بعثت إليك السيارة وأنقذتك وأخرجتك من الجب؟ او لست الذي صرفت عنك كيد النسوة؟ فما حملك على ان ترفع رغبتك او تدعو مخلوقا دوني فالبث لما قلت في السجن بضع سنين.
أقول : ليس في شيء من هذه وتلك أن الشيطان أنساه ذكر ربه ، وإنما نكاية عليه لما توسل الى مخلوق مّا ، وهذا تهديم لكافة الأسباب التي يجوز التمسك بها او يجب لأمر جائز او واجب ، إذا فهي كلها من الموضوعات وضعتها الأيدي الاثيمة الاسرائيلية ، فتسربت الى أحاديثنا وأخذت موضعها من القبول لدى من لا يؤصّلون القرآن في حجته ، وهذا غريب من الاكثرية الساحقة في كافة الحقول العلمية الاسلامية كيف يعتمدون على روايات مخالفة لكتاب الله وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا؟!