ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (٥٤) قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥) وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)(٥٧)
مضت السنون البضع ، سبعا أو زاد ولم يدّكر الذي ظن أنه ناج أن يذكر الصديق عند ربه ، وهذه طبيعة الحال للناس النسناس على أية حال ، إلّا ان يحظو حظوة مادية من هذه الذكريات.
لقد كان يوسف بأيدي اخوته ضحيّة الحقد الماكن في قلوبهم فجعلوه في غيابت الجب ، وبأيدي السيارة متاعا يشرى وبثمن بخس ، وعند العزيز (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) وللعزيزة شغفا في متعة الجنس ، وللسجينين معبرا للرءيا ، ثم الذي نجا لا يدّكر أمره إلّا بعد بضع من السنين يحتاجه لمرة أخرى معبرا لرؤيا الملك علّه يزداد عنده شأنا ومزيدا!
(وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٤٣).
أترى «الملك» هنا ـ وللتالي تتمة القصص ـ هو العزيز؟ كأنه لا ، فإن