العضوي حتى يصلح الحكم على أساسه ولا يكون ذلك إلا في زمن المهدي القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)!
فالجواب أن الناس على دين ملوكهم ، فالسلطة هي التي تصنع أعضاءها وتراكيبها الصالحة مهما طال الزمن ، ومهما ظلت بعض الأعضاء فاسدة ، فما لا يدرك كله لا يترك كله! وإذا كان الإصلاح الرسالي قائما على أساس التركيب العضوي الصالح ، وذلك الصلاح ليس إلا على ضوء الرسالات الإلهية ، فهو الدور المصرح المستحيل ، بل والرسالات التي تحمل أعباء الاصلاحات لا تحلّ إلّا في مجتمع فاسد هو بحاجة إلى إصلاح ، وحملة الرسالات هم الذين يصنعون التركيب العضوي الذي هو من أسس الحكم ، ثم يحكمون بحكم أوسع ، كما صنعه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بادى بدء في العهد المكي ، ثم في العهد المدني أنشأ دولة الإسلام بذلك التركيب الذي أنشأه من ذي قبل ووسّعه في المدينة.
والصديق يرى الجو يومذاك صالحا لإصلاح مّا حيث الحاجة إليه في الإصلاح الاقتصادي ذريعة تفرض عليه كونه على خزائن الأرض ، ليمتلك بها قلوب أهل الأرض ، فيحكم بشرعة الله في الأرض.
(وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)(٥٧).
«وكذلك» الذي فعله يوسف في رحلته الشاقة الطويلة ، منذ البئر حتى البلاط الملكي مستخلصا للملك ، «وكذلك» الذي فعلنا بيوسف من تعليم الأحاديث وأنباء الغيب الرسالية ، وإرائته برهاننا وصرف السوء عنه والفحشاء.