الطريق فعيره بذلك إخوته» (١) فهذه أمّاهيه من سرقة لا تحمل منها إلّا لفظتها ، كما المكيدة من الله أماهيه من أفعال صالحة يعبر عنها بعبارات متشابهة فتفسرها الآيات المحكمة.
فالسرقة قد تكون واجبة حيث يضر المسروق بصاحبه ولا يتخلى عنه ، فليسرق منه نجاة له عن ورطته ، اي يؤخذ منه ما يضره من مال او حال على غفلة منه صدا عن ايّ تمنّع.
ثم (أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ) ذود عن كرامته ما يمسها من سرقة محرّمة ، رجعا لشرها إليهم وأنهم يجهلون ما يصفون او
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٢٨ ـ اخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالى : ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال : .. ، واما ما يروى انه كانت لإسحاق النبي منطقة يتوارثها الأنبياء والأكابر وكانت عند عمة يوسف وكان يوسف عندها وكانت تحبه فبث إليها أبوه ان ابعثيه إلى وأردّه إليك فبعثت اليه ان دعه عندي الليلة أشمه ثم أرسله إليك غدوة فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطته في حقوه وألبسته قميصا وبعثت به اليه وقالت سرقت المنطقة فوجدت عليه وكان إذا سرق احد في ذلك الزمان دفع الى صاحب السرقة فأخذته فكان عندها ..
وقد نقله في نور الثقلين ٢ : ٤٤٤ عن الخرائج والجرايج باسناده عن داود بن قاسم الجعفري قال : سئل ابو محمد عن قوله تعالى : وان يسرق ، وعن تفسير العياشي عن إسماعيل بن همام قال قال الرضا (عليه السلام) كما هو المتن الذي نقلناه ، وأخرجه مثله في الدر المنثور ٤ : ٢٨ بعدة طرق عن جماعة دون إسناد إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول : ولكنه لا يلائم أصولنا المستفادة من الكتاب والسنة ، (١) فقد كان يوسف (عليه السلام) دون التكليف ولا حكم لسرقة الصغير (٢) ، ومع الغض عن الصغير فكيف يقبل نبي الله يعقوب شهادة امراة واحدة على ابنه الذي يعرفه بصدق وصفاء؟ (٣) وان يوسف حسب الآيات كان عند يعقوب حتى اخذه منه اخوته.