الصدور به ، وكما يروى ان «الريح من نفس الله» أي من تنفيسه عن خلقه ، وهذا روح في الظاهر ، ومن ثم روح في الباطن ينسم على الرّوح نسمة الراحة بعد الكربة.
فالكافرون بالله بدركاته آيسون من روح الله بعد كربه ، ولكنما المؤمنون بالله بدرجاتهم لا ييأسون من روح الله ورحمته ، ولو أحاط بهم كل كربة ومصيبة ، مستظلين في ظل روحه من الكرب الخانق حيث ينسم على أرواحهم من نسمة روح الله الندي ، حيث يشعرون في طمأنينة بنفحاته المحيية الرخيّة المنفّسة عن كل كرب.
وروح الله المستكن في أبدان المؤمنين ، هو الكافل لروح الله ، روح في روح وروح يضمن الروح ، فهما لصق بعض في المؤمنين ، كما هما منفيان عن الكافرين!
أجل و «الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم مكر الله» (١) فإن القنوط من رحمة الله في حد الكفر بالله ، فهو من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله (٢).
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)(٨٨).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٥٦ عن نهج البلاغة عن الامام امير المؤمنين علي (عليه السلام).
(٢) المصدر في الفقيه في باب معرفة الكبائر التي أوعد الله عز وجل عليها النار عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) ، بعد ان ذكر الشرك بالله وبعده اليأس من روح الله لان الله عز وجل يقول : (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ).