«إن عم الرجل صنو أبيه» (١).
(وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) صنوانا وغير صنوان ، فقد نرى تفاحات من شجرة واحدة مختلفة الطعوم مفضلة بعضها على بعض في الأكل حلاوة وحموضة أمّاهيه (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أرض واحدة وماء واحد وشجرة واحدة والثمرة مختلفة ، أترى هذه صدفة عمياء ام تصميمة قاصدة لئلاء.
لسنا نقول أن ليست هناك علل طبيعية تؤثر هذه التأثيرات ، ولكنها معلّلة بإرادة الله الواحد القهار ، لو كانت هي الطبيعة وحدها كانت أثراتها على نسق واحد دونما اختلاف ، ولا سيما في الصنوان ، فسبحان العزيز المنان!.
(وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(٥).
(وَإِنْ تَعْجَبْ) يا رسول الهدى أنت ومن تبعك بإحسان وكل من ألقى السمع وهو شهيد «إن تعجب» من أمر يعجب ويحير العقول من حمقه في عمقه (فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) وقد كانوا ترابا ثم نطفة : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
__________________
ـ جابر (رضي الله عنه) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : يا علي .. ورواه ابن شهر آشوب عن الخركوشي في شرف المصطفى والثعلبي في الكشف والبيان والفضل بن شاذان في الامالي واللفظ له باسنادهم عن جابر بن عبد الله ورواه النطنزي في الخصائص عن سلمان عنه (صلى الله عليه وآله وسلم).
(١) المصدر اخرج عبد الرزاق وابن جرير عن مجاهد ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لا تؤذوني في العباس فانه بقية آبائي وان عم الرجل صنو أبيه :