بشروطه فليعش الظالمون بين الخوف والرجاء ف «لو لا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لأحد العيش ولو لا وعيده وعقابه لا تكل كل أحد» (١).
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)(٧):
لقد طعنوا في نبوته بنكران الحشر أولا ، وباستعجال عذاب الاستئصال ثانيا ، وهنا يستأصلونها ـ في زعمهم ـ أن ليست لنبوته آية ثالثا ـ وبذلك الثالوث المنحوس يظنونهم غالبين! ولم يأتوا فيها بشيء مبين إلّا شبهات واهية وادعاءات خاوية!
(لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ) هي مقالة الناكرين لهذه الرسالة السامية ، وليست هي من آيات الشرعة التدوينية فهنالك القرآن أفضل آية! إذا فهي آية تكوينية لرسالته كما أوتي رسل الله من قبل : (وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ..) (٦ : ١٢٤) فقد كانت له آيات تكوينية عابرة على ضوء آية القرآن القمة الأصيلة ، ولكنهم كانوا يتطلّبون منه آية كما أوتي رسل الله ، تعذيبية مدمرة ، أم إرشادية مقترحة كما يشتهون ، وهذه الآية كأضرابها إجابة قاطعة عما كانوا يقترحون ، فعن آيات مستأصلة : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) (١٧ : ٥٩)(٢) وعن سائر الآيات الحسية العابرة (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فتلك الآيات الغابرة كانت تهدي من له شرعة
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٤٥ ـ اخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو لا ..
(٢) راجع تفسيرها في الاسراء.