اللهِ) دون أمرهم ، إذ لا أمر لهم إلّا من الله ، كما وهم أنفسهم من أمر الله.
فالناس ـ إذا ـ في حفظ الله ورعايته ورقابته الدائبة ، ولكنها شريطة أن يحافظوهم ـ ايضا ـ على أنفسهم كما يحافظون ، فإذا غيّروا ما بأنفسهم غير الله بهم وأغار عليهم ، غيارا من ذوات أنفسهم : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ) من الحفاظ عليهم (حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) من حفاظهم على أنفسهم (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
وهذا الغيار مرحلة أولى للذين غيّروا ما بأنفسهم حيث يكلهم إلى أنفسهم (وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (٦ : ١١) فإنهم (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (٢٣ : ٧٥).
ثم مرحلة ثانية (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (٢ :) ١٥) ف (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١٥ : ٧٢)(وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ)!
إذا فبين الحالات الأنفسية والآفاقية هالة مترابطة ، والأصل فيهما كما جعل الله خير وإلى خير ، فأعمق الحالات الأنفسية هي لفطرة الله التي فطر الناس عليها ، وذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ثم العقل على ضوئها إذا تبناها ، ثم الآفاقية فإنها آيات منفصلة تتجاوب مع الآيات الأنفسية ، ثم الله يرسل عليكم معقبات حفظة يحفظونكم من أمر الله.
هذه أصول ما بالإنسان من خيرات أنفسية وآفاقية ، لا يغيرها الله إلى شرور حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فإذا غيروا غيّر الله جزاء وفاقا ولا تظلمون نقيرا ، ف (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) (٤٢ : ٣٠) و (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (٨٤ : ١١).
ثم غيار بالأنفس تختلف في الخير والشر ، ففي الشر (يَعْفُوا عَنْ