(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ)(٢١).
(ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) ليست لتختص بصلة الرحم وإن كانت من أوسط مصاديقها ، «فلا تكونن ممن يقول للشيء أنه في شيء واحد» (١).
إنه كل صلة مأمور بها في شرعة الله ، أصلية وفرعية ، عقائدية وعملية ، فردية وجماعية أمّاهيه؟ ومن أصول الصلات صلة الله معرفيا ، ومن أصولها هنا عمليا الصّلاة فإنها خير الصلات ، ثم صلة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعصومين من عترته ، ومن ثم العلماء الربانيين ، ثم المؤمنين الأقارب منهم والأغارب ، وفي كل هذه الحقول صلات روحية هي الأصيلة وأخرى سواها ، وعلى هامشها من صلات الإنفاقات الواجبة والمندوبة كما أمر الله.
صلات في مقال وحال وفعال حيث الجمع بينها هو الكمال ، فصلة المقال دون حال او فعال ، نفاق وإدغال ، وصلة الحال دون ظاهرة في فعال هي غير واصلة إلى القلب ولا الى من يوصل ، وهما دون قال قد تكون محبورة مشكورة كعبادات السر ، أم مرجوحة لا مشكورة ولا ممنوعة كعبادات العلن ، وكل يقدّر كما أمر الله.
وفيما يعد قطع ما أمر الله به أن يوصل إفسادا في الأرض ، دلالة قاطعة على عموم فرض الصلة دونما اختصاص برحم وغير رحم ، فإنما هو
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٩٤ ج ٨٤ باسناده عن عمر بن يزيد قال قلت لابي عبد الله (عليه السلام) (الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فقال : نزلت في رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد يكون في قرابتك ثم قال : فلا تكونن ...