(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(٢٨).
فالمنيب إلى الله مؤمن بالله قبل أن يأتيه ذكره ، ثم بذكره يطمئن قلبه بالإيمان ، و «ذكر الله» هو كل ما يذكر الله من ذكرى أنفسية فطريا وعقليا ، أو ذكرى آفاقية من كتاب الذكر ورسول الذكر أم أي ذكر ، والكون كله ذكر لله فإنه كله آية لله ، وأفضل الذكر الوحي هو القرآن وعلى ضوءه الرسول ، ثم من يحمل رسالته معصوما.
فما آية الرسالة إلّا ذكرا تطمئن به قلوب مؤمنة من ذي قبل ، وفي ذكر القرآن وآيته البارعة الخالدة كفاية عن كل ذكر : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً ..) (٢٩ : ٥٢) والقرآن شهادة كافية وآية ورحمة وذكرى وافية تدليلا على هذه الرسالة السامية!
وآية الذكر ـ هذه ـ هي الوحيدة في ساير القرآن ، المنقطعة النظير في هذا الكتاب البشير النذير ، وقد تحلّق على كل ذكر بدرجاته ، كما تطمئن القلوب به بدرجاته ودرجاتها.
فكما أن (بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) إلى الله كذلك به تطمئن القلوب المؤمنة بالله إلى من آمن بالله وكما يروى عن رسول الله «صلى الله عليه وآله