وسلم) قوله : «.. ألا بذكر الله يتحابون» (١).
فكل ما يذكّر الله أو من يذكر الله فهو ذكر الله ، وعلى حده وحدّته تطمئن القلوب إلى الله ، وعلى هامشه وفي سبيله إلى اولياء الله ، ثم ولا تطمئن القلوب بذكر غير الله كما وهو المستفاد من الحصر المدلول عليه بتقديم الظرف (بِذِكْرِ اللهِ) على فعله (تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
وترى إذا (بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) المؤمنة ، فما هو موقف الحصر في (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ..) (٨ : ٢) فالقلب الوجل مضطرب ولا اطمئنان مع الاضطراب؟!
ان الوجل هو قضية الإيمان حيث يخافون عذابه بما تقدمه أيديهم من أسبابه ، وذلك قبل الاطمئنان التام ثم ـ (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) فهم مضطربون من وعد العذاب ، ثم يطمئنون برحمته على مزيد الإيمان عند تلاوة الآيات كما هي طبيعة الحال أمام القرآن : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ) (٣٩ : ٢٣).
فمهما تقشعر الجلود وتوجل القلوب في بادئ الذكر بما يذكر المؤمن من
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٥٨ ـ اخرج ابن مردويه عن علي (رضي الله عنه) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت هذه الآية (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) قال : ذاك من أحب الله ورسوله وأحب اهل بيتي صادقا غير كاذب وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا الا بذكر الله يتحابون.