بظاهر من القول وليس له مدلول ، وكل ما له مدلول سوى الله فقير إلى الله وقائم بالله!
فهؤلاء الهمجيون الحيارى السكارى يكسبون بهذه الاختلاقة الجنونية عذابا فوق العذاب :
(لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ)(٣٤).
ومن عذابهم في الحياة الدنيا ضمن ما تصيبهم من قارعة فيها ، او تحل قريبا من دارهم ، هو جفاف القلب من ندى الإيمان ، وحيرته دونما اطمئنان ، واضطرابه في كل آن (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ..) مهما كان لهم هنا من واق (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ)!
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) ٣٥.
المثل هو الذي يمثّل الشيء توصيفا يقربه أم نموذجا من جنسه ، وهو هنا التوصيف بأمور ثلاثة : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) لأنها ملتفة الأشجار من فوق والأنهار في أرضها جارية (أُكُلُها دائِمٌ) لا يفتر «وظلها» دائم.
ودوام الظل هناك دليل دوام الشمس فلا ليل فيها ، أم الظل الدائم في نهارها حيث يظل أهلوها في ظلها بعيدين عن حرّ الشمس ونفاذ نورها وأذى نارها ، وطبعا هي شمس الآخرة المخلوقة بعد تكور شمسنا هذه يوم قيامتها.
(تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) إيمانا وعمل الإيمان ، دون الذين آمنوا دون عمل ، أم عملوا صالحا دون إيمان ، وإنما التقوى الجامعة لهما هي الكافلة