ومنها وإليها وعليها في كافة النشآت التي تعيشها.
أفهذا القائم الدائم تحق له الربوبية ، أم الشركاء الذين جعلوا له ، وهم لا يقومون على أنفسهم ولا بما يكسبون فضلا عن عابديهم : (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ).
«و» هؤلاء الحماقى (جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) : لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا نشورا ـ (قُلْ سَمُّوهُمْ) لأقل تقدير إذ لا يوجد لهم مسميات «أم» هي كائنة بأسمائها والله لا يعلمها وهي شركائه الذين جعلهم في زعمهم شركائه (أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) من شركاء وأنتم تعلمون؟ «أم تنبئؤنه (بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) بأسماء ليست لها مسميات.
كلا! فلا هناك في الكون مسميات الشركاء ولا أسمائها (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ) في اختلاق الشركاء كما يهوون «و» بهذه الحجب الظلمانية بين الخلق والخالق (صُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ) إذ حصروا العبودية للشركاء ، أو الطاعة للطواغيت ، فلم يبقوا لله مكانة في طاعة ولا عبودية ، (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) بما أزاغ قلبه حيث زاغ ، وطبع على قلبه بعد ما انطبع (فَما لَهُ مِنْ هادٍ) أنهم لا يملكون لشركهم ولشركائهم اي برهان من هذه أو تلك ، إذ لا يقول بها ذو جنّة ، بل زين لهم مكرهم ، فلا يهدفون من جعل الشركاء لله إلا الصد عن سبيل الله ، أن ينشغل العباد بها عن الله ، فيعيشون حياة الحرية اللّامبالاة ، غارقين في حيونة الشهوات.
فهل القائم على كل نفس بما كسبت ، لا يقوم على أنفس الشركاء بما كسبت ـ في زعمكم ـ من شرك في الربوبية ، فهل هي تكسب ذلك المقام السامي إلّا بما يكسبه الله .. (أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) وهو يعلم ما في السماوات وما في الأرض ، (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) لا يملك باطنا وواقعا من كائن الشركاء؟! وهل إن قضية الألوهية بلغت من التفاهة والهزل بحيث تتناول