الزمان أيا كان وأيّان.
قياما على كل نفس بالقسط : (قائِماً بِالْقِسْطِ) (٣ : ١٨) في التكوين والتشريع والعطيات والجزاء ، وقياما في الحفاظ عليها : (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) (٦ : ٦١) (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (١٣ : ١١) وقياما لإحصاء مكاسبها خيرة وشريرة ليجازيها بها وكما هي تشهد كما صدرت لأصحابها : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ. كِراماً كاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) (٨٢ : ١١) والقيام المجرد يختلف عن القيام «على» في معنى القيام ، فليس هو الانتصاب والقيام بعمد (١).
فهو ـ إذا ـ قيام علمي وتكويني وحفاظي للأعمال بأصحابها.
وقد يعني قيامه على كل نفس ـ ككل ـ دوامه عليها دونما نعسة ولا نكسة. ف (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) كما الماء القائم هو الدائم الذي لا يجري ، فالله تعالى دائم على كل نفس يجريها ولا يجري ، قياما ربوبيا قيوميا يحلّق على كل المتطلبات والحاجيات الخلقية لأولاها وأخراها.
فقيامه على كل نفس هو هيمنته عليها ، وبما كسبت هو تدبيره لها ، فلا يخرج من نفس خارج ، ولا يفلت منها فالت عن قيامه عليها وقيامه بها فيما لها
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٥٠٨ في في اصول الكافي علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم ـ الى ان قال ـ : وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الأشياء ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل : القائم بأمر فلان والله هو القائم على كل نفس بما كسبت والقائم ايضا في كلام الناس الباقي ، والقائم ايضا يخبر عن الكفاية كقولك للرجل : قم بأمر بني فلان اي اكفهم ، والقائم منا على ساق فقد جمعنا الاسم ولم يجتمع المعنى.
وفي العيون رواه مسند متصلا عنه (عليه السلام) مثله.