الله متفجعا ، والجميل : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٨٦) (.. فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (٨٣).
فيا لله ، ما أصبره على فقد يوسف ، إذ لا يجابه إخوته إلا بجميل الجواب ومجمله : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ) فلا أمر لي معكم ، وإنما هو الله ، أستعينه عليكم فيما تصفون ..
هذا يعقوب القرآن في صبر جميل ، ولكنه في التورات يمزق ثيابه ويضع مسحا على حقويه قائلا : إني أنزل إلى ابني نائحا إلى الهاوية مصدقا أنه افترسه وحش رديء .. (١)
__________________
(١) في الاصحاح ٣٨ من تكوين التورات تلوما مضى من قصته : «ثم جلسوا ليأكلوا طعاما فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة اسماعيليين مقبلة جلعاد وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولادنا ذاهبين لينزلوا بها الى مصر فقال يهوذا لإخوته : ما الفائدة ان نقتل أخانا ونخفي دمه تعالوا فنبيعه للإسماعيليين ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا ولحمنا فسمع له اخوته ـ
واجتاز رجال مديانيون تجار فسحبوا يوسف واصعدوه من البئر وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة فاتوا بيوسف الى مصر ورجع رأوبين الى البئر وإذا يوسف ليس في البئر فمزق ثيابه ثم رجع الى اخوته وقال : الولد ليس موجودا وانا الى اين اذهب ـ
فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم وأرسلوا الملون واحضروه الى أبيهم وقالوا : وجدنا هذا حقق أقميص ابنك هو ام لا ، فتحققه وقال : قميص ابني وحش ردي اكله افترس يوسف افتراسا فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه وناح على ابنه أياما كثيرة فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه فأبى ان يتعزى وقال : إني انزل الى ابني نائحا الى الهاوية وبكى أبوه.