يعرف صاحبه إلّا محبوبه ، فإنه اللازق بالقلب ، اللازم معه!
(إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) حيث تبين هي كلّ ذلك وهو لا يبين بل لا يبين!.
فهبها تحب فتاها شذوذا في الحب ، فلما ذا تبين هي ، وأما هو فلا يكاد يبين ، ترغب إليها وهو لا يرغب ، لحدّ التسابق وقد قدت قميصه من دبر وشهد شاهد من أهلها (إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) حيث ظلت تراوده فضلت كذلك المبين!
وضابطة المراودة الجنسية ان الرجل يراود المرأة التي هي بمبلغه ، وتلك المراودة فيها تخلفات عدة ، ١ ـ أنها تراود ، ٢ ـ وباستمرار ، ٣ ـ فتاها المملوك لسيدها ، ٤ ـ وقد شغفها حبا ، فهي ـ إذا ـ مراودة تربو في مربعها على سائر المراودة ، مما تزيدها قحة على قحة ، فتصبح فعلتها في قمة الوقاحة.
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)(٣١).
وبالمآل (سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ) كما سمعن مكرها ، وكيف يصبح بيان الواقع مكرا وهي معترفة بأصل المراودة ، وليس الاغتياب مكرا إلّا التهمة؟ علّه «مكرهن» من جهة تضخيم القحة بغيا منهن لها ، حسدا وابتغاء فضحها في المدينة ، والتذرّع به إلى مواجة يوسف لكي يحظون به حظوها ، وهي ترى مراودته طبيعة الحال في ذلك الجمال ، وكما أثبتت لهن حتى اعترفن (ما هذا بَشَراً ..)!
(سَمِعَتْ ... أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ ...) كلهن دون إبقاء ، مما يدل على