منها في اوّل وهلة ، فقالت لهن العزيزة «أنتن من ساعة واحدة هكذا صنعتن فكيف أصنع أنا» (١)!
ومن خلفيّات الإكبار الأنثوي أمام جمال رائع منقطع النظير ـ الحيض ، وكما تعنيه لغة الإكبار أحيانا : أكبرت المرأة إذا حاضت ، فسواء أحاضت لكبر في عمرها كبداية اغتلامها ، ام لإكبار فيما ترغب إليه من شهوة فائقة وقد تمني ، حينذاك ، فقد تعني «أكبرنه» فيما تعنيه : حضن وأمنين ، مناسبة لأدب اللفظ والمعنى.
ومن خلفيات ذلك الإكبار أن (قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) في تصاغر قوالبهن كما في قلوبهن ، حيث أثر إكبارهن قلبا وقالبا ، لحد أخطأن الفاكهة وسائر المأكول إلى أيديهن ، حيث قطعنها فاقدات الشعور والأحاسيس ، اللهم إلّا إحساسهن ليوسف لا سواه ، دون أن يدركن إلّا إياه.
وهذه سنة سارية في الإنسان ، أن الروح إذا انشغل عن البدن تماما فلا يحسّ ما يصاب في البدن ، سواء أكان انشغالا في الله فأحرى وأتم ، أم انشغالا في غير الله وكما حصل في نسوة في المدينة.
فلقد كان ذلك الإكبار لحد فقدان الشعور المدبر للبدن ، المدرك لمصابه ، وليس «قطعن» تعني جرحن ، والاختلاف بينهما فادح ، وهل كن
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٦ واخرج ابن أبي حاتم من طريق دريد بن مجاشع عن بعض أشياخه قال قالت للقيم ادخله عليهن والبسه ثيابا بيضا فان الجميل احسن ما يكون في البياض فادخله عليهن وهن يحرزن ما في أيديهن فلما رأينه حرزن أيديهن وهن لا يشعرن من النظر اليه فنظرن اليه مقبلا ثم اومأت اليه ان ارجع فنظرن اليه مدبرا وهن يحرزن أيديهن بالسكاكين لا يشعرن بالوجع من نظرهن اليه فلما خرج نظرن الى أيديهن وجاء الوجع فجعلن يولولن وقالت لهن : أنتن ...