حكمه المستمر طول الرسالات خلاف ما تزعمون وتشركون (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) أمر الحكم إمرة دون ما يقابل النهي ، فقد حكم ذلك الحاكم الوحيد في الكون (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) في كلمة مطردة (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ).
و «ذلك» الأمر الحكم هو (الدِّينُ الْقَيِّمُ) دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ودين ناموس الكون بوحدة النظام والتنسيق الدالة على وحدة المنظم (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) جهلا في تقصير طال أم قصر حيث الإشراك بالله لا يقبل القصور ، إلّا تقصيرا في تجاهل أو جهالة بمختلف الدركات! فدين التوحيد هو الدين القيم ، القوي القائم لإدارة شئون الأفراد والمجتمعات ، دون تزعزع ولا فشل ولا عوج.
فإذ ليس وراء الأسماء التي سميتوها أنتم وآباءكم المشركون ، إلّا ادعاء هباء وخواء ، فما تعبدون من دونه إلّا أسماء وعبادة الاسم خواء وهباء ، وحتى إذا كان اسم الله فضلا عن الشركاء ، فهي إذا عبادة خاوية في بعدين هباء على هباء.
وعبادة المعبود إن كانت لألوهيته في ذاته؟ فإنه هو الله لا سواه! وان كانت لربوبية معطاة من قبل الله؟ فما أنزل الله بها من سلطان ، وحتى لو كان فكيف يسوى في العبادة بينها وبين الله ، بل تترك ـ بالمرة ـ عبادة الله ، ويوحّد الأرباب المتفرقون في عبادتهم ، دون الله! : توحيد الشرك! أن يعبد الشركاء دون الله.
ثم العبادة إن كانت طاعة في مصلحيات الحياة ، فالأصلح فيها عبادة الله الذي خلق الشركاء! بل هي الصالحة دون سواها ، فإنهم أرباب متفرقون ، قاصرون في توجيهاتهم ـ لو كانت ـ وقاصرون في ربوبياتهم