(٣٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
(٣٣) يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ان قدرتم ان تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين من الله فارّين من قضائه فَانْفُذُوا فاخرجوا لا تَنْفُذُونَ لا تقدرون على النّفوذ إِلَّا بِسُلْطانٍ الّا بقوّة وقهر وأنّى لكم ذلك أو إن قدرتم ان تنفذوا لتعلموا ما في السماوات والأرض فانفذوا لتعلموا لكن لا تنفذون ولا تعلمون الا ببيّنة نصبها الله فتعرجون عليها بأفكاركم كذا قيل وفي المجمع قد جاء في الخبر : يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثمّ ينادون يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ إلى قوله شُواظٌ مِنْ نارٍ.
وعن الصادق عليه السلام : إذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد وذلك انّه يوحي إلى السماء الدّنيا ان اهبطي بمن فيك فيهبط أهل السماء الدّنيا بمثلي من في الأرض من الجنّ والإنس والملائكة ثمّ يهبط أهل السماء الثانية بمثل الجميع مرّتين فلا يزالون كذلك حتّى يهبط أهل سبع سماوات فتصير الجنّ والإنس في سبع سرادقات من الملائكة ثمّ ينادي مناد يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ الآية فينظرون فإذا قد أحاط بهم سبعة اطواق من الملائكة والقمّيّ ما يقرب منه وقد مرّ في سورة البقرة عند قوله تعالى هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ.
(٣٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
(٣٥) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ دخان أو صفر مذاب يصب على رؤوسهم وقرئ بكسر السين وهو لغة ونحاس بالجر فَلا تَنْتَصِرانِ فلا تمتنعان.
(٣٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
(٣٧) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً قيل أي حمراء كوردة النّبات أو كلون الفرس الورد وهو الأبيض الّذي يضرب الى الحمرة أو الصّفرة أو الغبرة ويختلف في الفصول والوردة واحدة الورد فشبّه السماء يوم القيامة في اختلاف ألوانها بذلك كَالدِّهانِ قيل كالدهان الّتي يصبّ بعضها فوق بعض بألوان مختلفة وقيل مذابة كالدّهن وهو اسم لما يدهن به أو جمع دهن وقيل هو الأديم الأحمر.