والسبّى كما فعل ببني قريظة وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ يعنى ان نجوا من عذاب الدّنيا لم ينجوا من عذاب الآخرة.
(٤) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.
(٥) ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ نخلة كريمة.
في الكافي عن الصّادق عليه السلام : يعني العجوّة وهي أمّ التمر وهي الّتي أنزلها الله من الجنّة لآدم أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ فبامره القّمي نزلت فيما عاتبوه من قطع النّخل وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ واذن لكم في القطع ليجزيهم على فسقهم بما غاظهم منه.
(٦) وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ أي ردّه عليه فانّ جميع ما بين السّماء والأرض لله عزّ وجلّ ولرسوله ولأتباعهم من المؤمنين المتصفين بما وصفهم الله به في قوله التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الآية فمَا منه في أيدي المشركين والكفّار والظّلمة والفجّار فهو حقّهم أفاء الله عليهم وردّه إليهم.
كذا عن الصادق عليه السّلام في حديث رواه في الكافي مِنْهُمْ من بني النضيرة فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ فما أجريتم على تحصيل من الوجيف وهو سرعة السّير مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ما يركب من الإبل غلب فيه فيل وذلك لأنَّ قراهم كانت على ميلين من المدينة فمشوا إليها رجالا غير رسول الله صلّى الله عليه وآله فانه ركب جملا أو حمارا ولم يجر مزيد قتال ولذلك لم يعط الأنصار منه شيئاً الّا رجلين أو ثلاثة كانت بهم حاجة وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ يقذف الرّعب في قلوبهم وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيفعل ما يريد تارة بالوسائط الظاهرة وتارة بغيرها.
(٧) ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى بيان للأوّل ولذلك لم يعطف عليه فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ.
في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السّلام : نحن والله الذّين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه فقال ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي