يقسم لهم من الفيء شيء والمراد بهم الأنصار فانّهم لزموا المدينة والايمان وتمكنوا فيهمَا وقيل تبّوؤا دار الهجرة ودار الايمان.
في الكافي عن الصّادق عليه السلام : الْإِيمانَ بعضه من بعض وهو دار وكذلك الإسلام دار والكفر دار مِنْ قَبْلِهِمْ من قبل هجرة المهاجرين يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ولا يثقل عليهم وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا ممّا أعطى المهاجرون من الفيء وغيره وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ويقدّمون على أنفسهم وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ فقر وحاجة وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ حتّى يخالفها فيما يغلب عليها من حبّ المال وبغض الإنفاق فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بالثناء العاجل والثواب الأجل.
في الكافي والفقيه عن الصّادق عليه السلام : الشحّ أشدّ من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحّيح يشحّ بما في أيدي النّاس وعلى ما في يديه حتّى لا يرى في أيدي النّاس شيئا الّا تمنّى أن يكون له بالحلّ والحرام ولا يقنع بما رزقه الله.
في الأمالي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه جاء إليه رجل فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن ما عندنا الّا الَماء فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله من لهذا الرّجل اللّيلة فقال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام انا له يا رسول الله واتى فاطمة عليها السّلام فقال لها ما عندك يا ابنة رسول الله فقالت ما عندنا الّا قوت العشّية لكنّا نؤثر ضيفنا فقال يا ابنة محمّد نوّمى الصبيّة وأطفئ المصباح فلمّا أصبح عليّ عليه السّلام غدا على رسول الله صلّى الله عليه وآله فأخبره الخبر فلم يبرح حتّى أنزل الله عزّ وجلّ وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ الآية.
في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السّلام : انّه قال للقوم بعد موت عمر بن الخطّاب في حديث عدّ المناقب نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزلت فيه هذه الآية وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ الآية غيرى قالوا لا.
(١٠) وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ من بعد المهاجرين والأنصار يعمّ سائر المؤمنين يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ أي لإخواننا في الذّين وَلا تَجْعَلْ فِي