بَرِيءٌ مِنْكَ تبرّأ منه مخافة أن يشاركه في العذاب ولم ينفعه ذلك وقال إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ.
(١٧) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ.
(١٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ ليوم القيامة سمّاه به لدنّوه أو لأنّ الدنيا كيوم والآخرة غده وتنكيره للتعظيم وَاتَّقُوا اللهَ تكرير للتّأكيد إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ وهو كالوعيد على المعاصي.
(١٩) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ نسوا حقّه فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ فجعلهم ناسين لها حتّى لم يسمعوا ما ينفعها ولم يفعلوا ما يخلّصها أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ الكاملون في الفسوق.
(٢٠) لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ الّذين استمهنوا أنفسهم فاستحقوا النار والذين استكملوها فاستأهلوا للجنّة أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ بالنعيم المقيم.
في العيون عن الرضا عليه السلام : انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله تلا هذه الآية فقال أَصْحابُ الْجَنَّةِ من أطاعني وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام بعدي وأقرّ بولايته وأَصْحابُ النَّارِ من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي.
(٢١) لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ متشقّقاً منها قيل تمثيل وتخيّل كما مرّ في قوله إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ والمراد توبيخ الإنسان على عدم تخشّعه عند تلاوة القرآن لقساوة قلبه وقلّة تدبّره وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
(٢٢) هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ قيل أي ما غاب عن الحسّ وما حضر له أو المعدوم والموجود أو السرّ والعلانيّة.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام : الْغَيْبِ ما لم يكن وَالشَّهادَةِ ما كان هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ.