تشمل سائر الطير دونما استثناء ، مهما برزت الهدهد في ذلك المسرح.
وهل إن (مَنْطِقَ الطَّيْرِ) هنا تختص علمه بمنطقها بين سائر الحيوان؟ فكيف علّم منطق النملة! ألأنها كانت من طيرها فتشملها «الطير»؟ ولا يقال لذوات الأجنحة منها طير!
أم لأن النملة اختصت بهذا النص بين الحيوان غير الطير ، فلم يعلم منطق سائر الحيوان إلّا النملة؟ .. ليس لنا إلّا متابعة النص ، فقد علّم منطق الطير والنملة ثم لا ندري هل علّم منطقا آخر ام لا؟ اللهم إلّا أن تلمح (وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) و (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) شيء من العلم بمنطق سائر الحيوان بل وسائر الكائنات (١) وشيء من الملك والملك.
اجل (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) لا تعني البعض الذي يعرفه الكلّ علما فطريا أو تعلما ، وانما «أوتينا» كعطاء خاص رباني كما (آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً) فذلك المؤتى له من كل شيء ، شيء من العلم الخاص والقدرة الخاصة أمّا هيه من المخبؤ تحت ستار الغيب ، لا يعلمها إلّا من علمه الله ، و (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) حيث يبين اختصاص الفضل على سائر العالمين ، إذ لا يناله أحد إلّا بما يؤتيه الله لا سواه.
إلّا أن هنا فرقا بين (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) و (أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ)
__________________
(١) المجمع روى الواحدي بالإسناد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال : أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها فملك سبعمائة سنة وستة أشهر ، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والانس والشياطين والدواب والطير والسباع وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء وفي زمانه صنعت الصنائع العجيبة التي سمع بها الناس وذلك قوله (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).