به» إلا انه ليس لزامه ان الهدهد تفهمت لغة الإنسان من سليمان ، فالذي علّم منطق الطير يعلم نطقها ويعلم كيف ينطق معها نطقها ، و (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) تشمل النطق بلغتها بجنب تفهّمها لغته ، بل لا فكاك بين ان يفهم منطقها وبين أن ينطق به.
وكما «علّمنا ..» تشمل العلمين سماعا وتكلما ، كذلك «الطير»
__________________
ـ ١ : ٣١٣ ـ كنز العمال ٧ : ١١٤ ـ شرح صحيح مسلم للسنوسي ٦ : ٢٨١ ـ شرح الآبي لمسلم ٦ : ٢٨٢ ـ أعلام النساء ٣ : ١٢٢١.
وقد اخرج ابن قتيبة والجاحظ ان عمر قال لأبي بكر انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذن على فاطمة فلم تأذن لهما فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام فتكلم ابو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والله ان قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحب الي من قرابتي وإنك لأحب الي من عائشة ابنتي ولوددت يوم مات أبوك متّ ولا أبقى بعده أفتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وامنعك حقك وميراثك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا إني سمعت أباك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : لا نورث ما تركنا فهو صدقة ، فقالت : أرأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرفانه وتفعلان به؟ فقالا : نعم فقالت : نشدتكما الله الم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد احبني ومن ارضى فاطمة فقد ارضاني ومن أسخط فاطمة فقد اسخطني؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت : فاني اشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما ارضيتماني ، ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما اليه ، فقال ابو بكر : انا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب ابو بكر يبكي حتى كادت نفسه ان تزهق وهي تقول : والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها ، ثم خرج باكيا فاجتمع الناس اليه فقال لهم : يبيت كل رجل معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي.