ولأن مملكة سليمان كانت فلسطين الواسعة والعراق ، فقد يكون (وادِ النَّمْلِ) واديا في فلسطين (١) وما يدرينا اين هو منها؟ وكيف هو؟ والنص مقتصر على (وادِ النَّمْلِ).
فبصرت به نملة من النمال فارتاعت لذلك الحشد الحافل ، وخافت على قومها ان تدوسهم جنود سليمان فتحطمهم على غفلة (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) فأهابت بهم ان (ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ..) وقد تلمح (لا يَحْطِمَنَّكُمْ) وهو الكسر انها تعني فيما تعني كسرهم عن كيان العبودية انعطافا الى زينة الدنيا كما يروى (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٨٢ عن تفسير القمي في الآية فانه قعد على كرسيه وحملته الريح فمرت به على واد النمل وهو واد ينبت فيه الذهب والفضة وقد وكل به النمل وهو قول الصادق (عليه السلام) ان لله واديا ينبت الذهب والفضة وقد حماه الله بأضعف خلقه وهو النمل لو رامته النجاتي ما قدرت عليه.
أقول قصة حمله على كرسيه هنا تخالف (حَتَّى إِذا أَتَوْا) الدالة على إتيانه بجنوده وكيف تحمله الريح على كرسيه وجنوده مشاة؟ وأما قصة إنبات الذهب والفضة فمما لا نصدقها ولا نكذبها فهي مردودة الى قائلها.
وفي البحار ١٤ : ٩٤ يه باسناده الى حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال : ان سليمان بن داود عليهما السلام خرج ذات يوم مع أصحابه يستسقي فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها الى السماء وهي تقول : اللهم انا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم ، فقال سليمان (عليه السلام) لأصحابه : ارجعوا لقد سقيتم بغيركم.
(٢) بحار الأنوار ١٤ : ٩٢ ن. ع بسند متصل عن داود بن سليمان الغازي قال : سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام في قوله عز وجل : فتبسم ضاحكا من قولها ـ قال لما قالت النملة (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ...) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مار في ـ