فان كانت الشمس تخرج بعض الخبء إشراقا عليه من ظلمة ، فالله يخرج كل خبء في السماوات والأرض دون إبقاء ، والشمس ايضا من خبئهما حيث أخرجها من دخان السماء وأشرقها!.
ومهما نحتمل ان الآيتين هما من كلام الله دون نقل لكلام الهدهد ، حيث السجدة واجبة عند سماعه أو استماعه أو قراءته ، ولكنه يناسب وكونه كلام الهدهد ، لأنه على أية حال كلام الله ، نقلا أم سواه ، وظاهر السياق انه من كلام الهدهد تفسيرا لثالوث الشيطنات : (وَزَيَّنَ .. فَصَدَّهُمْ .. فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) وان كان ايضا كلامه تعالى في ذلك المسرح ام هو الذي يفسر الثالوث بما فسّر ، فالمحتملان ـ إذا ـ معنيّان ، وأعجب بعظة الهدهد في ذلك الموقف الحرج ، ما ينقلها الله في القرآن ويصدقها ، سبحان الخلاق العظيم!
و «ألّا» هنا مشددة «أن لا» كعطف تفسير ل «أعمالهم» ف (زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) ايجابية إذ (يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ) وسلبه (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ..) و «أن» هنا تفسيرية ف «لا يسجدوا» نهي عن السجود لله بعد الأمر بالسجود لغير الله ، معاكسة المضادة ل (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) فهما خطوتان رئيسيتان من خطوات الشيطان في صده عن سبيل الله.
فكلمة التوحيد بادئة بالسلب وخاتمة بالإيجاب تأكيدا للإيجاب الذي هو خالص التوحيد.
وكلمة الإشراك بادئة بإيجاب العبادة لغير الله (يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ) وخاتمة بالسلب (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ) لا توحيدا ولا اشراكا ، توحيدا في السجود لغير الله!
و «الخبء» مصدر بمعنى المفعول مبالغة في معناه وهو الاستتار