في رجعة أخص الخاص.
والرجعة ايام المهدي (عج) تحلق على أخص الخواص وهم المرسلون والأئمة المعصومون ، ثم الخواص وهم من محض الايمان محضا ـ احتراما ـ ومن محض الكفر محضا ـ اختراما ـ وهما رجعة بالاستعداد ، وثالثة هي الرجعة بالاستدعاء للمتوسطين في الإيمان.
وهنا نقلة من مشهد واقع القول على المكذبين الحائرين المائرين في حشر الرجعة ، إلى مشهدهم قبل حشرهم :
(أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ٨٦.
فهذان المشهدان المتواتران طول الحياة حقيقان خليقان لإيقاظ الإنسان ان هناك يد الرحيم الرحمان تقلب الليل والنهار (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ. قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ. وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٢٨ : ٧٣).
ففي سكن الليل وإبصار النهار (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) من عدة جهات ، منها الرحمة المتعالية باختلاف الليل والنهار ، والتدليل على أن وراءهما قدرة عالمة قاصدة ، لا ذات نسق واحد لمكان اختلاف الخلق ، ولا فوضى الشتات حيث الحكمة فيه باهرة ، كما ومنها إمكانية الحياة بعد الموت ، كما يقظة النهار حياة نسبية بعد نومة الليل.