«حين» انه وقت الاستراحة النوم لأهل المدينة ، ولكنه دخول قاصد ذلك الحين إذ كان يخافهم من فرعون وملإه ، وإلّا فلما ذا دخلها على حين غفلة من أهلها؟.
(فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) وهذا مما يدل على أنه كان معروفا لدى شعبه وأتباعه في الايمان ، خلاف الآخرين ، فان «من شيعته» دون من أشياعه ، و «من عدوه» دون من أعداءه ، مما يوضح ذلك في بعدين ثانيهما ان «هذا» الأوّل صادر منه صدور الأشياء من مصادرها وهو هنا مصدر الايمان ، و «هذا» الثاني صادر من عدوه فرعون وهو مصدر الكفر ، إذا فالأول موحد والثاني مشرك ، والمشرك المحارب يجوز أو يجب قتاله وقتله إلا في ظروف استثنائية تتغلب على صالح الموقف.
(فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) وهذه الإستغاثة مما يؤكد وجوب إغاثة المؤمن على الكافر.
(فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) والوكز هو الضرب بجميع الكف وليس هو قتلا ، فلا أنه قصد قتله ، ولا أن الوكز مما يقتل في العادة ، ولكنه صادف أن قضى عليه بوكزه إذ كان قويا ، وحالة الدفاع عن المؤمن حالة استثنائية تقوي الضعيف فضلا عن القوي ، فقد وقع ما لم يقصد وقصد ما لم
__________________
ـ نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحارى وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر وكانت ليلة قمراء فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى (عليه السلام) وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه واقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خزّ فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام اليه وانكب على قدميه فقبلهما ثم قال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك فلما رأى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم فأكبوا على الأرض شكرا لله عز وجل فلم يزدهم على ان قال : أرجو ان يعجل الله فرجكم ثم غاب بعد ذلك وخرج إلى مدينة مدين ...