وفاقا (١).
ولقد كانت الفراعنة في كل التاريخ أئمة الضلال (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) مناوئين لأئمة الهدى الذين يدعون إلى النور.
(وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) ٤٢.
«اتبعناهم» بدعواتهم اللعينة (فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً) حيث (لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) (٢٩ : ١٣) (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (٣٦ : ١٢).
فكل لعنة تابعة لضلال من ضل بإضلالهم ، «اتبعناهم» إياها مع تابعيهم ، كلا على قدره وقدره (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) ، ف «من سن سنة سيئة كان عليه وزمن عمل بها إلى يوم القيامة ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيء».
فهم من المقبوحين في الدارين ، والملعونين في النشأتين ، عائشين أجواء الاشمئزاز والتقزّز ، خلاف الضفة الهادية ، حيث تعيش جوّ الإعزاز والتعزز.
وكما فرعون وملأه هم أقبح المستكبرين في التاريخ ، كذلك موسى الرسول (عليه السلام) هو أفضل الرسل في التاريخ الرسالي بعد خاتم النبيين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقد جاء ذكره في الذكر الحكيم مائة
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ١٣٠ في أصول الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال : إن الأئمة في كتاب الله عز وجل امامان قال الله تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) لا بأمر الناس يقدمون امر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم ، قال : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) يقدمون أمرهم قبل امر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل.