كما في النص العبراني التالي «يدعوا ييسرائل إوايل حنبيا مشوكاع إيش هاروح عل روب عونخا ورباه مشطماه» :
بنو إسرائيل يعلمون ويعرفون ان النبي الأمي المصروع صاحب روح الهامي وصاحب الوحي»! و «المصروع» هنا تعريض عليهم حيث (يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)!.
(وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) ٥٣.
(وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ) القرآن ـ أو ـ ونبي القرآن عرضا عليهم (قالُوا آمَنَّا بِهِ) نبيا بكتابه ، وإن اختصت التلاوة بالقرآن ، فحين يتلى عليهم يقولون آمنا به : تاليا ومتلوا عليهم ، حيث القرآن برهان أن من جاء به رسول من عند الله (قالُوا آمَنَّا بِهِ) الآن (إِنَّهُ الْحَقُّ) المطلق (مِنْ رَبِّنا) بل ليس فحسب الايمان الآن ف (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) لما بشّرنا في كتاباتنا السماوية بالقرآن ونبيه ، وكنا ناظرين ظهور ذلك الحق المبين ، ف :
(أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) ٥٤.
مرة أولى من الأجر الموعود بما آمنوا بكتابهم وبنبيه ، واخرى أن آمنوا بما يتلى عليهم من القرآن ونبيه (١) أو الأولى بما آمنوا به من قبل ، واخرى لمّا
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ١٣٣ ، أخرج احمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ورجل كانت له امة فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وفيه اخرج أحمد والطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من اسلم من أهل الكتاب فله اجره مرتين.