يتلى عليهم ، أم الأولى بإيمانهم في المرحلتين ، ثم (بِما صَبَرُوا)(١) في المرحلتين من الايمان ، «صبروا» على عقبات الايمان وعقوباته من ضفة اللّاإيمان ، لا فحسب انهم صبروا على الأذى بل واستعلوا على الكبرياء النفسية : «ويدرءون» : يدفعون أو يرفعون «ب» الطريقة «الحسنة» وبنفس الحسنة «السيئة» وكما أمروا (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٤١ : ٣٤)(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) في سبيل الايمان ، ودرء السيئة بالحسنة دفعا عن الايمان وقبيله وعن أنفسهم ، بمال وقوة في الروح أو الجسم.
وقد تعني الحسنة والسيئة الحياة ، فبالحياة الحسنة وهي الايمانية الصابرة المثابرة ، يدفعون الحياة السيئة المتكاثرة المكابرة ، والتقية في مجالاتها الصالحة من الحسنة والإذاعة في غير صالحها سيئة (٢) : (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) (١٣ : ٢٢).
ثم الدرء قد يكون دفعا ولمّا تصبه السيئة وهي مشرفة ، أم رفعا كما التوبة الرافعة للمعصية ، وكذلك ترك كبائر السيئات وفعل كبائر الحسنات ، وعلى أية حال فسنة الحياة الايمانية المليئة بالشبكات والشوكات والحرمانات
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ١٣١ ـ اخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر عن علي بن رفاعة قال : كان أبي من الذين آمنوا بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) من أهل الكتاب وكانوا عشرة فلما جاؤا جعل الناس يستهزءون بهم ويضحكون منهم فأنزل الله : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ...).
(٢) نور الثقلين ٤ : ١٢٣ في أصول الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) على التقية ، (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) قال : الحسنة التقية والسيئة الاذاعة.