أُمِّها رَسُولاً) لا فحسب «يبعث» بل و (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ) كل القرى آياتنا «يتلوا» بنفسه ام مرسليه الحاملين دعوته معصومة عاصمة (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ) (٢٦ : ٢٠٨)(وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ) فإنهم رغم الرسالات في أمها يظلمونها تكذيبا لها وبطرا في معيشتهم ، ظلما لا يتحمل في حياة التكليف دون الظلامات اليسيرة القصيرة : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً) (١٧ : ١٦) (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) (٢٠ : ١٣٤) (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ) (٦ : ١٣١).
(وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ) ٦٠.
وهذه حجة رابعة تقطع معاذيرهم عن بكرتها أن أرضكم وكل ما عليها ولكم (وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) فحتى إذا خطّفتم من أرضكم ان اتبعتم معي الهدى ، فما هي أرضكم وكل حياتكم إلّا متاع الحياة الدنيا وزينتها أمام عرضكم فلتشتروا بها ما عند الله (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ) مما أوتيتم (وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ) رجاحة الهدى على الردى ، وان (ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) من «متاع (الْحَياةِ الدُّنْيا)؟ (١).
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ١٣٥ ـ اخرج مسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : يقول الله عز وجل يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، فيقول : رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول : اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده ، اما علمت انك لوعدته لوجدتني عنده ، ويقول : يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني فيقول : اي رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول تبارك ـ