(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) ٨١.
ومهما كان مع قارون ـ في خروجه بزينته ـ أهله وهوامشه أم لم يكونوا ، فالخسف حسب هذا النص خصّه دونهم (فَخَسَفْنا بِهِ) قارون «وبداره» التي كان فيها ـ بطبيعة الحال ـ قسم عظيم من ثروته ، فقد ابتلعته الأرض بداره ، هاويا فيها بلا فئة ينصرونه من دون الله ، حيث تركته وشأنه الشائن ، كما هو دأب الهوامش المتملقين دائما أنهم شركاء في رغد العيش فإذا جاء البلاء فحيدي حياد! ولا فحسب ان لم تنصره فئته ، بل (وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) يائسا عنهم ، بائسا في انخسافه!.
(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) ٨٢.
(الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ) وهم (الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) وما كانوا من الصابرين على زهرتها وزهوتها ، ولم يلقّوا العظة من الذين أوتوا العلم ، هم الآن ـ وقد رأوا كيف خسف الله به وبداره الأرض ـ ينتبهون قليلا (وَيْكَأَنَّ اللهَ ..) دون (إِنَّ اللهَ) إذ لم يبلغوا بعد إلى اليقين بان الله يبسط ويقدر ، ولا أنه لا يفلح الكافرون ، وإنما» ويكأنه» في النفي والإثبات فهم بعد في سبات ، وعلى أية حال وقفوا يحمدون الله أن لم يستجب لهم ما تمنوه بالأمس وهم يرون مصير قارون وهو رأس الزاوية! فانما الثراء هي ابتلاء قد تعقبها البلاء ، فقليل هؤلاء الأثرياء الذين لا يبدلون نعمة الله كفرا ونعمة ، وكثيرهم الكافرون.
وهنا يسدل الستار على الفريقين ، نقلة إلى ضابطة صارمة للناجحين في هذا الميدان: