وسلم) إذا همه أمر استراح إلى الصلاة فانها كانت قرة عينة في الحياة.
(وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ) وترى ماذا تعني «ها» والسابق عليها (ثَوابُ اللهِ) مذكرا لا يتحمل ضمير التأنيث؟
التلقية هي التفهيم كما التلقي هو التفهّم ، ولكنه تفهّم يلقى شغاف القلب ، فهو أخص من التلقّن ، ولقد عدّ الصبر هنا ظرفا لذلك التلقي ، وليس هكذا صبر إلا من حصائل الايمان والعمل الصالح ، فقد تعني «ها» تلك العظمة ـ سواء أكان استثناء «الصابرون» من الذين أوتوا العلم ، أم تلحيقة معترضة من الله ، فلا تصل هذه العظة إلّا إلى «الصابرون» على فتنة الحياة وزينتها وإغرائها ، و «الصابرون» على حرمانها ، فهم أعم ممن اوتي متع الحياة ومن حرمها ، بل والصبر على وجدانها أحجى وأقوى.
هؤلاء الصابرون ، وهم المؤمنون العاملون الصالحات ، هم يلقّون هذه العظة من قبل الله وأهل الله فيتلقونها.
وأما رجوعها إلى هذه الثلاث «ثواب الله ـ آمن ـ عمل صالحا» فغير صواب ، حيث الصبر هكذا هو من مخلفات الايمان والعمل الصالح ، فكيف يلقيّان مع الثواب للصابرين ، اللهم إلّا ايمانا أءمن ، وعملا صالحا أصلح ، هما من خلفيات ذلك الصبر ، وهذا من باب الاستخدام ، أن لا يلقّى ثواب الله ومزيد الايمان والعمل الصالح إلّا الصابرون ، إلّا أن ثواب الله هنا يتبنّى أصل الإيمان والعمل الصالح لا مزيدهما ، والتلقية التفهيم لا تناسب واقع هذه الثلاث أم سواها ، فهي إذا تلقية العظة ، فلكل عظة ظرف له صالح ، ولهذه العظة ظرف الصبر على زخارف الحياة الدنيا لمن أويتها أو حرم عنها.
هنا ـ وقد بلغت فتنة الزينة ذروتها ـ حيث تتهافت أمامها بعض النفوس المؤمنة وتتهاوى فضلا عن سواها ـ هنا من الرحمة الربانية ان تتدخل يد القدرة ، تحطيما للغرور الجاهل القاحل ، وحفاظا على ضعاف الايمان :