أجل فقد «ذهبت والله الأماني عند هذه الآية» (١) أماني العلو في الأرض حتى للمؤمنين العدول فضلا عمن سواهم!
وهذه الآية طليقة في التنديد بمن يريدون علوا في الأرض أيا كان فتنونين التنكير تنكير على تلك الإرادة على أية حال ، وحتى «ان الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها» (٢)!.
فإرادة العلو في الأرض دركات أسفلها ارادة القيادة الكبرى للأمة ، وأدناها إرادة الأجود من المال أو الحال ، إلّا أن يبتغى مرضات الله وتحقيق شرعة الله ، وكثير هؤلاء الذين يريدون علوا كذريعة (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) وكما نراه على مدار الزمن الرسالي للرساليين فضلا عن سواهم.
وفي كلمات للإمام علي (عليه السلام) حول قيادة الأمة نبراس ينير
__________________
(١) المصدر عن تفسير القمي حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) يا حفض! ما منزلة الدنيا من نفسي إلّا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها ، يا حفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد عاملون وإلى ما هم صائرون فحلم عنهم عند اعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت ثم تلا قوله : تلك الدار الآخرة .. وجعل يبكي ويقول : ذهبت والله الأماني عند هذه الآية ، قلت : جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال : قد حد الله عز وجل في كتابه فقال : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ..).
وفيه عن كتاب سعد السعود وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : ان الرجل ليعجبه ...
(٢) المصدر ١٤٤ سلام الأعرج عن امير المؤمنين علي (عليه السلام).