أم هو الموت (١)؟ ولم يك ميتا حتى يرد إلى الموت! ولا يخصه ذلك الرد الممنون فيه عليه! ثم ولا منة في الموت ما دامت الحياة الدنيا مدرسة الآخرة!.
ام هو الرجعة ايام المهدي القائم عجل الله تعالى فرجه (٢)؟ ولا يناسب خصوصها المقام ولا الطمأنة الحاضرة لخاطره الخطير عن بأس المشركين!
أم هو الرجوع إلى مكة المكرمة (٣) ، ردا إليها بعد هجرية؟ والسورة مكية ولما يهاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة!.
«معاد» هنا كأصل في الموعود ردّه إليه هو في الحق مكة المكرمة ، وقد
__________________
(١) المصدر ـ اخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري «لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ» قال : الموت.
(٢) نور الثقلين ٤ : ١٤٤ عن تفسير القمي حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي جعفر عليهما السلام قال : إنه سئل عن جابر فقال : رحم الله جابرا بلغ من فقهه انه كان يعرف تأويل هذه الآية يعني الرجعة وفيه عنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليهما السلام في الآية قال : يرجع نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم.
(٣) الدر المنثور ٥ : ١٣٩ ـ أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال لما خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة فبلغ الحجفة اشتاق الى مكة فانزل الله : ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد إلى مكة وفيه اخرج ابن مردويه عن علي بن الحسين بن وائد قال : كل القرآن مكي أو مدني غير قوله : ان الذي فرض ... فانها أنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل الهجرة فهي مكية نزلت بمكة أو بغيرها من البلدان ، وكل آية نزلت بالمدينة بعد الهجرة فانها مدنية نزلت بالمدينة أو بغيرها من البلدان.
أقول : وقد أخرج إلى مكة في تفسير الى معاد عن ابن عباس ومجاهد.