(وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (٦٤) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ)٦٦.
«وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى كأنها جادة جادة لهم إلى المقصود ، طريق مكشوف يعبرونها ، وها هم واصلون إلى جانب البحر ، فليغمر الغيض بغمر الغيض ليفعل فعلته التي يروم ، ولكن :
(إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٩٠ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ٩١ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ) (١٠ : ٩٢).
الإزلاف هو التقريب ، والآخرين هم فرعون ومن معه أجمعين ، فقد قرّب الله فرعون والذين معه إلى بحر الهلاك ، وأنجى موسى ومن معه من البحر الهلاك والبحر هو البحر والماء هو الماء! (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) لما دخلوا البحر ، عن آخرهم ، وبطبيعة الحال لم يغرقوا إلّا حين طم البحر أوّلهم وآخرهم ، وقد تعني «أزلفنا» إزلاف بعضهم إلى بعض ككومة واحدة ، وإزلافهم إلى موسى ومن معه ، إلى ازلافهم الى البحر فازلافهم في خضمّه هالكين. (١)
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٥٣ في الخرائج والجرائح ان عليا (ع) قال : لما خرجنا إلى خيبر فإذا نحن بواد ملآن ماء فقدرناه فإذا هو اربعة عشر قامة فقال الناس يا رسول الله (ص) العدو من ورائنا والوادي أمامنا فكان كما (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) فنزل (ص) ثم قال : اللهم إنك جعلت لكل مرسل علامة فأرنا قدرتك ثم ركب وعبرت الخيل والإبل لا تندى حوافرها ولا أخفافها.