ترجيحا لغيره عليه فإشراك إلحاد أم إلحاد.
والتسوية إن كانت قاصدة فإشراك أو إلحاد جلي ، وإن كانت جاهلة فإشراك خفي ، فمن يسجد أو يركع لغير الله معصوما وسواه ، كما يركع ويسجد لله ، فان كانت عبودية فإشراك جلي ، وإن كانت احتراما فخفي.
ومن يقول لو لا فلان لما نجحت ، فقد سوى بالله سواه ، أو قال إن شاء الله وشاء فلان فكذلك الأمر ، أو كتب اسم الله ردف اسماء من سواه ، قاصدا تسويتها به وغير قاصد ، فهو ـ على أية حال ـ في ضلال ، مهما اختلفت دركاته ، من فسوق ، إلى شرك خفي ، إلى شرك جلي ، وإلى الحاد في الله.
اجل وكل تسوية بالله قاصدا وسواه ، إنها ضلال مبين ، فإنها تسوية بين الفاضل والمفضول ، أم وانحس منها وأنكى ترجيح للمفضول على الفاضل.
(وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) ٩٩.
ويكأن المشركين الغاوين ليسوا هم من المجرمين ، ام يعنون بهم اصول الإجرام من جنود إبليس الذين أضلوهم.
(فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) ١٠٠.
عند الله ، لا المعبودون من دون الله ولا المجرمون ، و «شافعين» بديل «شافع» تلمح أنهم على علم من شافعين هناك يشفعون للبعض من أهل الجحيم وهم موحدون ، فيتحسرون على حرمانهم ووجد من سواه من المعذبين (١).
__________________
(١) في المجمع وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي (صلى الله عليه ـ