تتسمى هذه السورة ب «الشعراء» إذ تحمل آية الشعراء ، تنديدا بالذين يتبعهم الغاوون ، حيث ينبع الشعر من الخربطة والغواية ، ويستخدم للإغواء والضلالة وما أكثره! ثم وتمجيدا بالذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات حينما الشعر ينبع من الايمان ويستخدم لعمل الايمان ، وما أقله!.
الشعراء هي من الطواسين الثلاث (١) المتشابهة في هذه الافتتاحية ، إلّا ناقص الميم في النمل.
وهيكل السورة هو السرد القصصي الشاغل جوّها في ثمانين ومائة آية ، والباقية من آياتها هي كمقدمات وتعقيبات ، والكل تؤلّف وحدة متناسقة متجاوبة تلتقي عند هدف واحد واتجاه فارد هو تصحيح العقيدة بزواياها الثلاث : المبدء والمعاد وما بين المبدء والمعاد : من الوحي بنازله ومنزله ، ناضرة ناظرة إلى الرسالة الموسوية في البداية ، ناحية ـ في ذلك التأشير العشير ـ منحى الرسالة المحمدية السامية ، فقد يصدّق ما يروى عن رسول الهدى (ص) «وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى» (٢) أوان «الطاء» هي طور
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٤٥ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله (ع) قال : من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله في جواره وكنفه ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا وأعطي في الآخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه وزوجه الله مأة من الحور العين ، وفي المجمع أبي بن كعب قال : قال رسول الله (ص) من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل من صدق بنوح وكذب به وهود وشعيب وصالح وابراهيم وبعدد كل من كذب بعيسى وصدق بمحمد (ص).
(٢) نور الثقلين ٤ : ٤٥ عن كتاب ثواب الأعمال عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) قال قلت لجعفر بن محمد عليهما السلام يا ابن رسول الله (ص) ، معنى قول الله عز وجل «طس وطسم»؟ قال : واما «طس» فمعناه أنا الطالب السميع وأما «طسم» فمعناه انا الطالب السميع المبدئ المعيد.