يفعله أو يقوله عن الله.
(وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ ١٣٢ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٤ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ١٣٥.
إمدادات ربانية في تسهيل الحياة ، تقتضي شكورا ، فكيف تطغون فيما أمدّكم ، وتسطون بها على عباد الله ، فان لم تحذروا حاضر العذاب ف (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) إذا متم بحالتكم البئيسة (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) برزخا ويوم الدين.
أتراهم اتعظوا بهذه العظات البالغة؟ وهي لا تصل إلى قلوب مقلوبة غليظة جاسية؟:
(قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) ١٣٦.
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) وهنا (مِنَ الْواعِظِينَ) قد تلمح إلى أن الواعظين كانوا عدّة ، عرضيا يرأسهم هود؟ أم طوليا قبله وبعده في مثلث الزمان.
أم وحتى ان لم يبعث إليهم إلّا هود فهم بمقالهم هذا يكشفون عن حالهم تجاه الرسالات كلها : (كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قالَ لَهُمْ ..) فتكذيب هود بهذه المثابة هو تكذيب المرسلين أجمعين.
(إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) ١٣٧.
«إن هذا» الذي تعظ به (إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) من الواعظين ، أساطير مكرورة طوال الزمن ، وأكاذيب لصق بعض وتلو بعض.
أو «ان هذا» الذي نحن عليه «إلّا خلق» آباءنا «الأولين» فنحن على آثارهم مهتدون ، وما نحن بتاركي خلقنا وهي تراث الأولين.