تشرب ناقة بمفردها كشرب جمهرة الناس المرسل إليهم صالح؟! وقد تكون نبعة الشرب آية ثالثة كما يروى (١) وهل ان هذه الآية المبصرة ابصرتهم؟ كلّا وهم عمي لا يبصرون :
(فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) ١٥٧.
والعقر هو إصابة الأصل والقعر ، وهو بالنسبة للناقة النحر المستأصل نحروها نحرا لآية الرسالة ، وأخذا لشربها ، وأكلا للحمها ، «فأصبحوا» بعد ذلك وحين رأو العذاب «نادمين» ولات حين مناص ، وتراهم عقروها كلّهم؟ وهذا خلاف النص في آية القمر (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ) (٢٩)!.
مهما كانت الشمس تعمه وسواهم كسائر آيات العقر : (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها) (١٤) (فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) (١١ : ٦٥) ـ وذلك بعد عقرهم الناقة وتحديهم صالحا بإتيان العذاب (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) (٧ : ٧٨) ، ذلك لأنهم شاركوا عاقرها إذ نادوه فتعاطى منهم سيفا فعقرها كما في آية القمر ، فهم كلهم مشاركون في درك عن درك ، وقد عد عاقرها ـ فقط ـ أشقى الأولين (٢).
__________________
(١) مجمع البيان وروي عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : انه أوّل عين نبعت في الأرض هي التي فجرها الله عز وجل لصالح فقال : لها شرب ولكم شرب يوم معلوم.
(٢) نور الثقلين ٥ : ٥٨٧ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) من أشقى الأولين؟ قال : عاقر الناقة قال : صدقت فمن أشقى ـ