ببيان الحكمة إلّا أن :
(قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) ١٦٧.
إخراجا من قرية الدعوة بكل إحراج ، دون عودة إلا بانتهاء الدعوة : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (٢٧ : ٥٦) ، ويتبين هنا ان آل لوط ـ وهم لوط والمؤمنون به أقارب وأغارب ـ كانوا يشاركونه في الدعوة ، وكما لمحت لها (مِنَ الْمُخْرَجِينَ) دون «مخرجا» تهديدا لاستئصال جذور الدعوة عن القرية بأصلها وفصلها ، ثم الجواب :
(قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) ١٦٨.
مقالة تظهر البراءة القاطعة عما كانوا يعملون ، أبراءة في القلب حيث هدّد بالإخرا؟ لو كانت هكذا لما (قالَ إِنِّي ..)! بل هي استمرارية لقالة النهي والتنديد ، ثم استنصار من الله تعالى :
(رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) ١٦٩.
و «اهلي» هنا ليسوا هم ـ فقط ـ أقاربه وأنسبائه بل هم الآهلون للنجاة من المؤمنين معه ، أقارب وأغارب ، ولذلك لم يستثن عجوزه في الغابرين! وليس (فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (٥١ : ٣٦) لتدل على أهلية النسب والسبب فحسب ، حيث الحالة الكارثة في القرية التي كانت تعمل الخبائث تقتضي جمعية المسلمين معه في بيت واحد وهم قلة قليلة ، ثم عجوز البيت ما كانت من المسلمين.
(نَجِّنِي وَأَهْلِي) من مسئوليات وخلفيات ما (يَعْمَلُونَ) أداء لواجب الدعوة دون تساهل وتغافل ، ونجاة من أن يمسوا أهلي بسوء ما يعملون ، فإنهم هارعون إليه دونما تمييز كما هرعوا إلى ضيفه المكرمين زعما منهم أنهم