الرديء ، فالذي يظن أن الله لا يعلم كثيرا مما يعمل ، والقليل الباقي يخفّف أو يعفى عنه ، ذلك الأحمق الشّرس ليس ليتقي بأس الله يوم بأسه ، فيردّى في جحيم العصيان فيصبح يوم القيامة من الخاسرين.
إن سوء الظن بالله يردي الظانّ حسب دركات السوء ، كما حسن الظن ينجي حسب درجاته ، ولكنه ليس فوضى جزاف أن كل ظان بالله يكون عند ظنه ، فلو ظن كافر بالله حسنا من غفران ورضوان فهو من أهل الغفران! او ظن مؤمن بالله سوء من عدم الغفران يصبح من أصحاب النيران! كلّا.
وإنما حسن الظن فيما يحسن به الظن ، وسوء الظن فيما يسوء في ميزان الله لا سواه ف (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) (٤٨ : ٦) ونائرة الظن السوء (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ ..) (٣ : ١٥٤).
وأما أن يظن بالله أنه يعاقب المسيئين عدلا ، فهو ظن الخير العدل ، وخلافه ظن السوء ، كما ظن الذين كفروا أن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون ، فأرداهم فأصبحوا من الخاسرين.
أو أن يظن بالله أنه لا يعفو عن المؤمنين ، فهو ظن السوء مهما كان من المؤمنين ، وما يروى «أن الله عند ظن عبده إن خيرا فخير وإن شرا فشر» (١) و «ليس عبد يظن بالله عز وجل خيرا إلا كان عند ظنه به» (٢) ليس بذلك
__________________
(١) المجمع عن الصادق (عليه السلام) ينبغي للمؤمن ان يخاف الله خوفا كأنه يشرف على النار ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة ان الله تعالى يقول (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ ..) ثم قال : إن الله ...
(٢)نور الثقلين ٤ : ٥٤٤ ح ٢٩ ـ القمي حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن ـ