وتنورها أكثر وأكثر ، وتتبناها كدعامة اولى محكمة لبناية الإيمان المفصل ، وهنا ملتقى وحي الله ووحي الفطرة ، وكلاهما من وحي الله للذات وخارج الذات.
وقد يشمل التنديد المؤمنين الناقصين لماذا لا يؤمنون كما يجب ، إيمان له مخلفاته في العمل ومنه الإنفاق في سبيل الله (وَقَدْ أَخَذَ) الرسول (مِيثاقَكُمْ) من ذي قبل ، لتؤمنوا حقه (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بميثاقكم الذي واثقتموه (١).
هذا ، وشموله للكافرين هو الذي يبرر التنديد بسلب الإيمان ، وليشمل المؤمنين والكافرين جميعا ، وأما اختصاصه بالمؤمنين فلا مبرر له ، أن ينفي الإيمان عن المؤمن لعدم استكماله : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) وترى كيف يدعوكم؟ :
(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) :
ومن ميثاق الرسول آياته البينات التي توثق المبصرين بالايمان ، إضافة الى ميثاق الفطرة وسائر الميثاق.
ان الإنسان أيا كان يعيش ظلمات الأوهام أحوالا وأوحالا ما دام متحللا عن وحي الفطرة ووحي الشريعة ، وقليل هؤلاء الذين يقيمون وجوههم لدين الفطرة ، ولا يقيمهم تماما إلا الوحي المفصل المفسر لوحي الفطرة ، فالمتحلل عنهما يعيش ظلمات بعضها فوق بعض ، والمتحلل عن وحي الشريعة كذلك يعيش
__________________
(١). عله الميثاق العام لما آمنوا بألسنتهم ، انهم سوف يؤمنون بقلوبهم وأعمالهم ، فشهادة اللسان ميثاق على شهادة القلوب والأعمال ، أو ميثاق أو مواثيق خاصة بينه وبين هؤلاء ، أو ميثاق الآيات البينات ، إذا فآخذ الميثاق هو الله هناك وهو رسول الله (ص) هنا وهو أيضا من ميثاق الله.