يؤخذ منكم ...) (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ) (٣ : ٩١) رغم (لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ) (١٣ : ١٨) (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٥ : ٣٦) (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)) (٧٠ : ١١).
(مَأْواكُمُ النَّارُ) في دار القرار ، كما كان مأواكم في دار الفرار (هِيَ مَوْلاكُمْ) : أملك بكم وأولى بأخذكم ، فكأنها تملككم رقا ، ولا تحرركم عتقا ، وكما كنتم ارقاء لموجبات النار ، جهنم تصلونها وبئس القرار.
لقد حان الآن أن ينحى المنافقون نحو الإيمان ، فتخشع قلوبهم لذكر الله لو كانت لهم قلوب ، فالمؤمنون أجدر بذلك وأحرى :
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ).
انه ليس المنافقين والكافرين فقط هم الذين ينسيهم الشيطان ذكر الله ، فيخطوا بهم خطواته ، بل هو إلى تضليل المؤمنين أرغب ، فحيا إلى مطاردة الشيطان ان ندرحه عن صدورنا وقلوبنا فإنه الوسواس الخناس :
بخشوع القلب يخشع القالب ، وقد يخشع القالب والقلب لاه ، ورين القلب لا يزيله ويجليه إلا ذكر الله ، ذكر يأخذ بأزمة القلب ويستكن في زواياه ، فليس ذكر اللسان إلا من بواعث ذكر القلب ، وإلى أن يصبح العبد كله ذكرا الله!
فالذكر الذي لا يخشع به القلب ، هو قالب الذكر وليس قلبه ، وإنما حقيقة الذكر هي التي تقلّب القلب إلى الله ، وتفرغه عما سوى الله.