أسلوب القرآن (١).
الجواب : ان الحسبان هو الحساب أيا كان ، أفي إرسال العذاب على أهله ، فحسبانه انه بقدر وحساب دون فوضى ، أو في سراجي الليل والنهار ، ففي خلقهما وجريهما ، ولآخر المطاف في وقفتهما ورجعتهما عند قيامتهما ، فإنهما في كل ذلك بحسبان وميزان (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ)!
ثم ترى ألم تكن في السماء شمس أكبر وأضوء من هذه ، أو قمر أنور من هذا؟ فاختصا لذلك بالذكر من بين الشموس والأقمار؟
أجل ان هناك شموسا وأقمارا أكبر منهما بكثير وأنور وأحرّ ، ولكنهما أعرف نجمين وأهمهما بالنسبة لنا : سكنة الأرض ـ من حيث الفوائد الظاهرة.
فالشعرى اليمانية ـ كما سبقت ـ هي أثقل من شمسنا بعشرين ضعفا ، ونورها خمسون ضعفا ، وحجم السماك الرامح ثمانون ضعفا ، ونوره ثمانية آلاف ضعف وسهيل أقوى من الشمس بألفين .. ام ماذا؟ وكما هناك أقمار وأقمار!.
فهذان الكوكبان ـ كسائر الكواكب وسائر الكون ـ إنهما بحسبان : في خلقهما وحجمهما ووزنهما ونورهما وحرارتهما وسيرهما ووقفتهما ، في بعدهما عنا ، وفي الخسوف والكسوف ، وفي كيانهما ككلّ كما هما.
فالذي يصلنا من حرارة الشمس ليس إلا جزء من مليوني جزء من حرارتها فلو زادت
لاختنقت الأرض أو احترقت ، أو لو نقصت لبردت أو تجمدت ، وعلى التقديرين استحالت عليها الحياة أو صعبت .. وهكذا القمر وسائر النجوم
__________________
(١) القمي في تفسيره عن الحسن بن خالد عن الإمام الرضا (ع) في الآية : قال : يعذبان قلت : الشمس والقمر يعذبان؟ قال : سألت عن شيء فأتقنه ، ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله تجريان بأمره مطيعان له ، ضوءهما من نور عرشه وحرهما من جهنم ، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما ، وعاد إلى النار حرهما ، فلا يكون شمس ولا قمر.