وترى ما هو الفارق بين (ذكر الله) و (ما نزل من الحق) وهو أفضل ما يذكرنا الله؟. قد يكون ذكر الله أعم مما نزل من الحق ، حيث الحق النازل هنا هو القرآن وهو نبي القرآن بسائر بيناته ، وهو أحق ما يذكر الله من خوارج الذوات ، ولكنها لا تذكر الله إلا باستجابة من دواخل الذوات ، فطرا وفكرا وعقولا بما معها من مذكرات آفاقية وأنفسية ، فذكر الله يشمل سائر ما من شأنه أن يذكرنا الله مما نزل من الحق وسواه ، فالحق النازل تشريعا من طرق الرسالات ، والحق النازل تكوينا من سائر الطرق ، يتناصران في تحقيق ذكر الله الذي يخشع القلوب.
ومن الفوارق الأدبية بين (ذكر الله) القرآن. و (ذكر الله) سوى القرآن ، انه في القرآن إضافة إلى الفاعل فإنه المذكر لله ، وفي سواه إضافة إلى المفعول فإنه يذكرنا الله : (ذكر القرآن) ـ (ذكر ما سوى القرآن) ولا ضير أن يجمع ذكر الله هنا فاعله ومفعوله سواء.
ولو ان ذكر الله ـ أيا كان ـ دخل شغاف القلب ، وأخذ بزمام القلب فهنا الخشوع دونما محاولة أخرى ، ولو انه بقي في حالة الأهبة والذكر قالبا ، ولم يتحول إلى القلب فلا خشوع وبأية محاولة أخرى ، وإنما التنديد في آية الأنّ بمن لم يحول قوالب الذكر إلى القلوب ، لا ما نزل من الحق ولا سواه ، وإنما اكتفوا