المهدي (ع) وثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا اصحاب الألوية ، إضافة إلى من يرجعهم الله من سائر المؤمنين الأشداء رجعة الاستعداد او الاستدعاء! اللهم اجعلنا منهم احياء او أمواتا.
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ):
مزيد تأكيد لإقراض الله قرضا حسنا متصدقا فيه وفي سواه من إنفاق في سبيل الله ، والتصدق هو التجافي عن حق لمن يحتاجه ، بتكلف ، كأن يحبه كثيرا ، أو يحتاجه دون ضرورة أم ماذا.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ (١) وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) :
ان الصديقين والشهداء عند الله ليسوا أناسا خصوصا تحتكر لهم هذه المقامات ، وتحجز لهم لأنهم أصحاب القرابات الى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أو أيا من ميزات اللهم إلا القربات : الإيمان بالله ورسوله وان كان له درجات ، فالصديق والشهيد عند الله هو الذي بلغ الذروة من الإيمان عقيديا وعمليا ، فإن الإسلام شريعة لا مجال فيها للطبقيات في نيل الدرجات.
ومن المؤمنين الذروة من فرّ بدينه من أرض الى أرض مخافة الفتنة على نفسه ودينه (١) مما يدل على أن دينه أعز عنده مما سواه ، وان كانوا هم أيضا درجات.
صحيح أن المؤمن لن يصل الى درجة النبيين ، إلا أن له أن يضاهيهم فيصل
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ١٧٦ أخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (ص): «... كتب عند الله صديقا فإذا مات قبضه الله شهيدا وتلا هذه الآية ثم قال : والفارون بدينهم من أرض الى أرض يوم القيامة مع عيسى بن مريم في درجته في الجنة».